أحيي الزملاء الذين تعبوا في اللقاء البارحة دفاعا عن حقوق ثلاثين ألفا من المدرسين أغلبهم يرابط في أماكن جد نائية عن أهله...
السادة الزملاء نتفهم تعبكم هذا، كما نتفهم طيبة و صدق معالي الوزير وحكومته التي تنفق مآت الملايين على تأجير سيارت هذه الأيام تجوب مدن البلاد شرقا و غربا من أجل توزيع كتب بصيغة PDF عن قرب للمدرسين في الثانويات...
السادة النقباء الكرام نحن نصدق كل ما يصدر عن هذه الحكومة التي تعطي عطاء من لا يخشى الفقر حين يتعلق الأمر بالنواب و العمد و الولاة و الحكام و مدائن التراث و عصرنة انواكشواط المستحيلة، و أبخل من هيتي اغرين حين يتعلق الأمر بالمدرسين و أمثالهم من عصافر الموظفين، فهي حين تقرر زيادة أولئك تتسع جيوب الميزانية و تتنتفخ حتى كأنها تحوي جبال الذهب، و حين تتذكر المدرس تضيق هذه الميزانية حتى كأنها حقيبة عجوز لا تتسع إلا لمقدار زينتها من المال، فترتها تمن ألفا جديدا في كل مناسبة، و هل سمعتم يوما واحدا، أو في خطاب واحد ذكرا لزيادة النواب أو الولاة أو الحكام أو العمد..؟؟؟
لماذا ينسون تلك الزيادات المعتبرة، و يتذكرون زيادة المدرسين المجهرية، هل لأن أولئك هم أصحاب السلطة و النفوذ و بالتالي يزيدون لأنفسهم ما شاءوا، و هؤلاء فقراء يُتَصدق عليهم من مال الله ؟؟
سادتي النقباء هل تتذكرون أن الميزانية سنة 2019 كانت 560 مليارا و اليوم أصبحت 1187 مليارا، مما يعني أنه أصبحت لدينا ميزانة أخرى أكبر من ميزانيتا 2019، بعد عحائزنا في البادية.
إن زيادة 620 مليارا على الميزانية تستدعي زيادة الرواتب و تخسين ظروف عيش المواطنين بشكل تلقائي أوليس الأمر كذلك ؟
و لقد كان مبلغ راتب معلم خريج 2019: نحو 87000 ألفا، و اليوم بعد قفز الميزانية، و الارتفاع المذهل للأسعار مازال المعلم يتقاضا 107000 آلاف أي منطق هذا و أي عدالة هذه؟
سادتي النقباء لدينا سؤال واحد موجه للوزير و هو متى يحق للمدرس أن يطالب بتحسين ظروفه المادية، حتى لا يكون غير واقعي و لا منطقي في نظر الحكومة، هل ينتظر حتى تتعادل ميزنيتنا مع ميزانية الولايات المتحدة مثلا، أم ينتظر حتى يذهب به سم الطباشير و الفاقة إلى قبره المحتوم؟
محفوظ السنوسي